نسيتك غير اسف عليك

حبيبتى كنت أظن أن حبنا شـجـرة خـضـراء

جذورها الإخلاص وجذعها الوفاء

وأوراقها الأمل وأزهارها الوصل ،

كنت انتظرك والذكـريات زادي والأحـلام قوتي

ففي بداية مشواري مـعـك

أعمتني الحاجة للحـنان وظللني شوقي للأمان فمشيت معـك

في دربٍ مرصوف بالخـداع ومزروع بالكـذب والأوهام

وأنا أحسبه طريقاً للحنان والأمان ،

نثرت بذوري في تربتك الجافة الجرداء التي خدعني فيها السراب

كنت أتصور أنه لم يأتي يوم تخنق فيه بقبضة يديك

روح الحب الذي تأجج في قلبي وتطعن بخنجر غدرك الثقة والأمل 0

إن آخر نظرة نظرتها إليك كانت في لحظة غدرك واغتيالك لحبنا

وهذه النظرة هي سبب رسالتي الحزينة إليك

وإلى الله أشتكيك وبعد اليوم لن أبكيك 0

نعم رأيتك بأم عيني وأنت تغتال حبي وعدت بعد تلك النظرة

وصدري مقابر مهجورة بعد أن كان مدارساً معمورة بالحب والحنان 0

نعم الحب مشاعر لا نتعلمها بل هي جيوش تحتل قلوبنا من غير سابق انذار ، كنت

لا أصدق فيك فيما مضى ولكن أجبرتني أن أصدق 0

وعموماً لا تسألني كيف أنساك 0

إنني أكتب هذه الليلة وأنا بين الشك واليقين وبين القبول والرفض

لا غـضـب مثل غضبي منك ولا عذاب مثل عذابي معك ولا جرح مثل جرحي فيك 0

سأتركك تعاتبك ذاتك وينتقم منك زمانك وتتصدى لك أيامك وتحـاســبـك نفسك

ولكن رغم رحيلي عنك ستظل تراني و تذكرني

بل تشـعـربي وستحاسبك عيون أصدقائك المعاتبة ،

وستشجعك عيون أعدائك الشامتة 0

أما أنا فسأتركك كأنني لم أعرفك لأن ما كان يحمله قـلـبي المذبـوح في هـواك

من حب وإخلاص محاه من صدري غرورك في لحظة مشئومة 0

سأرحل عنك ورحى الأسى تطحن هامتي

والاه تخرج من بين أضلعي لهباً يحرقني يعذبني يحاسبني

على تورطي في هواك 0

سأرحل عنك غير نادم غير آسف على من طبعة الغـرور واللهو بعواطف الآخرين

سأكون بعدك تلميذاً تخرج من مدرستك ( مدرسة محـو الحــب ) تلميذاً كان كومة

من الحـب والإخلاص لكن قُـدر له أن يتتلمذ على يد إنساناًً بلا قـلب بلا ضمير0

فقلبي الذي خُلق للـحـب قادر على نسيانك

لأن إرادتي قوية فلن تهزني عواصف غدرك ،

ولن تعيد الحب إلى نظراتك النادمة ،

هل نسيت أن لي نفساً حساسة مرهفه تتلمذت في مدارس الصبر وتـخـرجـت من

جامعات الحرمان والشقاء بعد أن أصبحت عميداً لها ؟ 0

سأطفئ شـعـلة الحـب والإخلاص بعد أن وضعتني على حافة هاوية الفراق 0

نعم اليوم عـرفـت من أنا بالنسبة لك ، وعرفت الفرق بيني وبينك 0

أنا كنت محباً وزهرةً بلا شـوك 0

أما أنت فكنت ممتهناً للحب وشوكاً بلا زهور

حبيبتى اسـمـحى لي أن أقـول لك الآن

أنني كما سـعدت في الماضي بحبك المزيف

فإنني الآن أسـعـد بكـثير عندما كشـفت عن حقيقتك قناعك المزيف

وسوف أراقب نتائج مصل الزمن الذي حـقـنـه غرورك في عضلات خداعك 0

فها أنت يتمزق عنك قناع

الحب وأنت لا تعلم أن الزمن قـد أبـلاه

وظَهَرتَ من ورائه لا يسترك شـئ بـعـد أن كنت أسـألك وتـقـول لا جــديـــد 0

لو أن للحـروف أعـين لـرأى قـارئ كلماتي الدمع يسيل من أحرفي

ولو أن للجمل صوتاً لسمع قـارئ اسـطـري الآهـات من بـين أسـطـري 0

وأخـيراً يا زماني دفـنـت أحـلامي في الـثرى

وهزيمتي فيك أعتبرها انتصاراً فقد قررت الإبتعاد عن مدن الحب

خـوفـاً من أن تقع نفسي مجدداً أسيرة لظلم عينيك0