معها في باريس
لا الشعر يرضي طموحاتي ، ولا الوتر إني لعينيكِ باسم الشعر اعتذرُ ..
حاولت وصفكِ فاستعصى الخيال معي يا من تدوخ على أقدامكِ الصور
كم صعبة أنتِ .. تصويراً وتهجيةً إذا لمستكِ يبكي في يدي الحجر
من أنتِ ؟ من أنتِ ؟ لا الأسماء تسعفني ولا البصيرة تكفيني ، ولا البصر
أيا غمامة موسيقى .. تظللني كذا ينقط فوق الجنة المطر
الحرف يبدأ من عينيكِ رحلته كل اللغات بلا عينيكِ .. تندثر
يا من أحبكِ حتى يستحيل دمي إلى نبيذٍ بنار العشق يختمر
يسافر الحب مثل السيف في جسدي ولم أخطط .. له لكنه القدر ..
هزائمي في الهوى تبدو معطرةً إني بحبكِ مهزوم .. ومنتصر
ماذا يكون الهوى إلا مخاطرةً وأنتِ أجمل ما في حبكِ الخطر
يا من أحبك ... حتى يستحيل فمي إلى حدائق فيها الماء والثمر
جزائر الحب في عينيكِ مدهشةُ ماذا سأفعل لو ناداني السفر ؟؟
سمراء إنّض حقول التبغ مقمرة ولؤلؤ البحر شفاف ... ومبنكر
هل تذكرين بباريس تسكعنا ؟ تمشين أنتِ فيمشي خلفكِ الشجر
خطاكِ في ساحة { الفاندوم} أغنية وكحل عينيكِ في { المادلين} ينتثر ..
صديقة المطعم الصيني .. مقعدنا مازال في ركننا الشعري ينتظر
كل التماثيل في باريس تعرفنا وباعة الورد ، والأكشاك ، والمطر
حتى النوافير في {الكونكورد } تذكرنا ما كنت أعرف أنَّ الماء يفتكر
مادمتِ لي .. فحدود الشمس مملكتي والبر ، والبحر ، والشطآن ، والجزر
مادام حبكِ يعطيني عباءته فكيف لا أفتح الدنيا .. وانتصر ؟
[center]
الشاعر الكبير /نزار قبانى